¤ نص الاستشارة:
أنا متزوجة منذ سنة وحامل في الشهر السادس علاقتي بزوجي وأهل زوجي طيبة لكن في الفترة الأخيرة إكتشفت أن أمه شديدة اللقافة والتطفل أصبحت أتجنب الإجابة على أسئلتها..وهي تنقل الأخبار على وجه الإفساد، وهي ميالة إلى مجالس البنات ولا تجالس مع منهم في مثل سنها...بدأت أكرهها وأمقت سلوكياتها الغريبة..كيف يكون التعامل مع مثل هذه السلوكيات...؟
[]الـــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهناك عادات سيئة وأخلاق ذميمة إنتشرت بين شريحة كبيرة من الناس، ولعلُ من أخطرها النميمة، وهى عادة أصبحت أساسية في كل مجلس أو مكان لا يستغنى عنها أصحابها – إلا من رحم الله – رغم أنها عادة ذميمة، وعمل لئيم، وجريمة أخلاقية منكرة لا يحسنها إلا الضعفاء من الناس ولا ينتشر هذا إلا حين يغيب الإيمان، وقد وصفها الله في كتابة بأبشع الصفات قال تعالي {ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه} والنبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قد عرَّف الغيبة فقال: «ذكرك أخاك بما يكره»، فقيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد إغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته».
والحقيقة أن الآيات والأحاديث، التي وردت في التشديد على المغتابين كثيرة وعلى المسلم أن يعلم أن الذي إغتابه سيأخذ من حسناته يوم القيامة، فإن لم يكن لديه حسنات أخذ من سيئات الثاني وطُرحت عليه، ثم طُرح في النار ولنعلم ذلك، أن للمسلم والمسلمة حرمة لا يجوز لأحد إنتهاكها وفي الحديث أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال أثناء طوافه بالكعبة: «ما أشدّ هيبتكِ، وما أشدّ حرمَتكِ، لكن حرمة المسلم عند اللَّه أشد»، وهكذا اعتبر الشرع أن حرمة المسلم أشد من حرمة الكعبة، فكيف يتجرأ المسلم أو المسلمة على الكلام عن الناس بما لا يحبُّون.
وإليك بعض التوجيهات:
ـ أذكرك أختي الفاضلة أنها في منزلة والدتك الحبيبة فتصوري أنها هي، فكيف يكون تصرفك نحوها؟
ـ قد يحتاج ذلك إلى الصبر والتقبل والكلمة الطيبة فإعلمي أن الله تعالى شبَّه الكلمة الطيّبة بالشجرة الطيبة في قوله تعالى: {ألم ترَ كيف ضرب اللَّه مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها} هذه هي الكلمة الطيبة، وهذا هو قدرها وفضلها عند اللَّه تعالى ولكن من الناس مَن يتعمّد هجرها، فيعتاد لسانه على كلام السوء والغيبة والنميمة، فيكون قد أوقع نفسه في حرج بالغ أمام العباد في الدنيا، وأمام ربّ العباد في الآخرة.
ـ من الصعب تغيير طبائع الناس بين يوم وليلة وهذا يتطلب منك حسن الخلق وطيب المعاملة.
ـ وقد ذكر الأمام الغزالي في مختصرة إن هناك ستة أمور يجب أن نفعلها في مثل هذه الحالة هي:
1= التوعية بخطورة النميمة مع ذكر بعض الآيات والأحاديث الدالة على ذلك قال تعالى {ويلُ لكلً هُمزة ُلمزة}.
وجاء في الحديث عن ابن هريرة رضي الله عنة قال: كنا نمشى مع رسول الله صلي الله علية وسلم، فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه، فجعل لونة يتغير حتى رعد كم قميصه، فقلنا: مالك يا رسول الله؟ فقال: «أما تسمعون ما أسمع»، فقلنا: وما ذلك يا نبي الله، قال: «هذان رجلان يعذبان في قبورهم عذاباُ شديداً في ذنب هين»، قلنا: فيم ذلك، قال: «كان أحدهما لا يستنزه من بوله، وكان الآخر يؤذى الناس بلسانه، ويمشى بينهم بالنميمة»، فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة فقلنا: وهل ينفعهم ذلك، قال: «نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبتين».
2= عدم تصديق النميمة من جهة السامع لأن النمام فاسق والفاسق مردود الشهادة.
3= النصيحة وتقبيح الفعل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
4= عدم الظن بأخيك الغائب ظن السوء قال تعالى {يأيها الذين امنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا... }.
5= أنه فعل بغيض عند الله وعند الناس ويجب بغض من يبغضه الله تعالى.
6= أن لا يحملك ما حكى لك على التجسس والبحث عن الحقيقة، فالله قد نهى عن التجسس، وأن لا يحكى هذه النميمة حتى لتكوني نمامة.
والله يعلم المفسد من المصلح.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.